مجرد حقيقة ان سائقي الفورملا 1 يجلسون أثناء قيامهم بعملهم فإن ذلك لا يعني انهم ليسوا من أفضل الرياضيين في العالم، في الحقيقة هم عكس ذلك تماما. في الوقت الذي قد لا يركض فيه، يقفز أو يسبح، فإن سائق الفورملا 1 يحتاج الى قوة بدنية هائلة بالإضافة الى قوة تحمل من أجل قيادة سيارة بسرعة تصل الى 350 كم/س.
ان قيادة سيارة فورملا 1 حديثة لا تعتمد فقط على موهبة السائق، حيث بدون لياقة بدنية عالية سيكون من المستحيل قيادة سيارة فورملا 1 لمسافة سباق كامل وذلك يعود الى القوات الهائلة التي يتعرض لها السائق في كل لفة.
ان الفرامل ذات الكفاءة العالية تبطيء السيارة بسرعة هائلة ومع الـ downforce التي تولده الـ aerodynamics فإن السائق يتعرض الى 5Gs اثناء كبح الفرامل وفي المنعطفات السريعة. هذا يؤثر على الجسم بأكمله لكن تأثيره الأكبر يكون على منطقة الصدر والعنق.
بالنسبة الى شخص عادي، هذه القوى من المستحيل تصورها وأقرب شيء قد يصل اليه الشخص العادي هو ركوب أسرع rollercoaster. لكن على rollercoaster انت تكون راكب لمجرد دقيقة أو اكثر بقليل، في الفورملا 1 يجب على السائق ان يحافظ على تركيزه ويبذل ما في جهده لفترة زمنية تصل الى ساعتين.
النتيجة تكون دقات قلب اعلى من تقريبا جميع انواع الرياضيين في العالم، مع متوسط 170 دقة في الدقيقة الواحدة أثناء السباق والتي قد تصل الى 190. بالمقارنة مع شخص عادي في نفس العمر التي لا تتعدى دقات قلبه 60 في الدقيقة الواحدة.
اذا ما هي الأجزاء التي يركز عليها السائقين والتي تجعلهم احد افضل الرياضيين في العالم؟
أولاً: الرقبة
ان تقوية عضلات الرقبة يعتبر امر في غاية الأهمية بالنسبة الى سائق الفورملا 1. عندما يصل السائق الى منعطف فإن الـ G-force على الرأس والرقبة يصل الى أكثر من 5G. هذا يعني ان كل شيء يزن خمس مرات وزنه الحقيقي. خوذة السائق و HANS ( جهاز دعم الرأس والرقبة) يزنون معا حوالي 7 كيلوجرامات. مع مضاعفة ذلك بالـ G-force فإن السائق يحاول ابقاء رأسه مرفوعا مع 35 كجم من الوزن حتى يتمكن من التركيز على رأس المنعطف. من أجل فهم هذا تخيل وجود خمس اسطوانات غاز او خمس اسطوانات اطفاء الحريق مثبتة على رأسك لمدة ساعتين!!!
من أجل تدريب السائقيين على هذا يتم استعمال جهاز وهو عبارة عن خوذة متصلة ببكرات، والذي يقوم بسحب وتحريك الرأس والرقبة في اتجاهات وزوايا مختلفة. بعد ذلك يجب على السائق المقاومة من أجل تقوية عضلات الرقبة. وفي معظم الأحيان يقوم المدربيين من أجل تعلم مسار الحلبة القادمة اعداد هذه البكرات للتحرك مع منعطفات الحلبة والذي يعد السائق للسباق القادم.
ثانياً: القلب والأوعية الدموية
ان سائق الفورملا 1 يبقى في سيارته طوال فترة السباق، ليس هناك فترة استراحة حيث ان لا يمكنه الخروج من سيارته من أجل ان يرتاح. بالنسبة لسائق الفورملا 1 فإنه تحمل بدني مستمر طوال فترة السباق، والتي قد تصل الى ساعتين.
الكائن الحي العادي لديه دقات قلب ثابتة تقدر بحوالي 70 دقة/دقيقة. سائق الفورملا 1 تقدر دقات قلبه الثابتة بـ 45-50 دقة/دقيقة، والتي ترتفع بسرعة مع اقتراب السباق.
أثناء تواجد السائق على خط الانطلاق في انتظار بدء السباق، فإن دقات قلبه تصل الى 185 دقة/دقيقة على الرغم من انه لا يقوم بتحريك أي عضلة في جسمه. أثناء السباق الادرينالاين يرفع من دقات القلب، في بعض الاحيان الى أكثر من 200 دقة/دقيقة. هذا يعطي متوسط 170 دقة/دقيقة أي ما يعادل تقريبا ثلاث دقات في كل ثانية. قم بحساب هذا وتخيل ان يمر قلبك بكل هذا لساعتين كاملتين.
أثناء الجائزة الكبرى لماليزيا والتي تعتبر السباق الأكثر حرارة في الموسم، وصلت درجة الحرارة الى 40 والرطوبة الى 80%. معظم السائقين قفزوا من سياراتهم وكانوا يبدون على وشك ان يغمى عليهم مع الحرارة والجفاف. خلال سباق عادي مع درجة حرارة معتدلة فإنه يخرج من سائق الفورملا 1 ثلاثة لترات من العرق.
الجفاف يعتبر أمر سيء بالنسبة لسائق الفورملا 1، حيث انه يسبب الارتباك وردة فعل بطيئة.ان السائقين يحصلون على السوائل على متن سياراتهم، لكن هذه الكمية لا تتعدى لتر واحد من شراب طاقة والذي يحتوي على أملاح مهمة والتي يخسرها السائق أثناء التعرق. حتى مع ذلك فإن نظام الضخ الذي ينقل الشراب الى السائق غالبا ما يتعطل ويترك السائق هكذا طوال الفترة المتبقية من السباق.
بالعودة الى القلب والأوعية الدموية، في الحقيقة ليس هناك أي نشاط رياضي عدا عن ماراثون بأكمله يبقى دقلت القلب ودرجات الحرارة بهذه الدرجة من الارتفاع ولفترة زمنية طويلة كما في الفورملا 1.
ثالثاً: عضلات البطن
ان توجيه محرك السيارة الذي تبلغ قوته 750 حصان، والذي يزن نفس وزن سيارة Mini Cooper ليس بالأمر السهل. السائق يستخدم أوزان حرة وتمارين مختلفة لتقوية عضلات البطن والظهر وبمساعدة من الرقبة واليد يتمكن السائق من قيادة السيارة حول الحلبة. الفكرة العامة للسائق هي ان يقوم ببناء وتحسين قوة المقاومة لديه.
رابعاً: الذراع
ان سائق الفورملا 1 يحتاج الى ذراع في غاية القوة واعتقد بأن السبب واضح. في الوقت الذي تعتبر فيه العضلات شيء جيد فإن زيادة العضلات في الفورملا 1 يعتبر امر سيء. هذا هو السبب لماذا لا ترى سائق فورملا 1 يدخل الى سيارة الفورملا 1 بذراع مثل مايك تايسون. العضلات يجب ان تكون في غاية القوة لكن في نفس الوقت يجب ان لا تكون كبيرة جدا لتجعل السائق يحمل وزن زائد.
ان سائق الفورملا 1 يقوم بتقوية عضلات ذراعه عن طريق الجلوس بتوازن على كرة جمنازيوم و في نفس الوقت يحمل 3 كيلوجرامات أمامه كما لو انها مقود. ومن ثم يشرف عليه مدربه الخاص ويأمره بتحريك يده الى اليسار، اليمين او العودة الى الوسط. هذا يقوي العضلة خلال فترة زمنية طويلة.
في الوقت الذي يصيبنا تشنج فإننا عادة ما نتألم ونبدأ بالتذمر، لكن سائقي الفورملا 1 معتاديين على هذا فعندما يصيبهم أي نوع من التشنج فإنهم يواصلون ما كانوا يقومون به حتى لا تحدث لهم هذه التشنجات في الأوقات الخاطئة.
خامساً: الأرجل
ماذا يجب فعله من اجل ايقاف سيارة تتجه نحو منعطف بسرعة 250كم/س؟ ان سائق الفورملا 1 يحتاج الى توليد 80 كجم من الضغط السفلي على الفرامل فقط من أجل ابطاء السيارة. هذا يعادل تقريبا وزن 175 كيس من السكر. من أجل ان يتمكن السائق من القيام بهذا، مرة أخرى نفس القواعد التي تنطبق على الذراع تنطبق على الأرجل. القوة شيء جيد، لكن الزيادة في الحجم يعتبر شيء سيء. ان السائق لا يجب ان يكون حجم رجليه كبير حيث يجب عليه فقط تقوية عضلاته من اجل الوصول الى القوة المطلوبة للفرامل طوال فترة السباق، حيث تقدر بــ 1500 مرة في سباق عادي.
من أجل اختبار هذا يجب عليك احضار 175 كيس من السكر وموازنتهم على رجليك، ومن ثم لمدة ساعتين يجب عليك رفع رجليك للأعلى ثم للأسفل لحوالي 1500 مرة.
من أجل تدريب السائق على هذا فإنه يقوم بحمل 90 كيلوجرام في آلة ضغط، ومع التعليمات يجب عليه ان يضغط للأسفل بسرعة لرفع هذا الوزن ومن ثم التوقف عندما يأمر. هذا التمرين يزيد من قوة الأرجل ويجعله قادرا على خوض السباقات.
سادساً: الدماغ
ان دماغ سائق فورملا 1 يكون في حالة عمل مستمر وفي مستوى نشاط عالي منذ بداية السباق حتى نهايته. في الحقيقة ان الدماغ يعمل بنفس الدرجة حتى قبل دخول السائق الى السيارة.
معظم السائقين يدخلون في حالة تأمل قبل السباق من أجل اعداد دماغهم للإنطلاقة المثالية ولللفة المثالية. يقوم السائق عن طريق دماغه بالإجراءات والمنعطفات واحد بعد الآخر ويرى كل رأس منعطف عندما يتخيل نفسه يقود حول الحلبة. بعض السائقين يستخدمون تقنية التنفس من أجل تسوية الدماغ ومساعدته على الدخول في حالة تمكنه من الاعداد للسباق و الاعداد حتى لحادث ضخم. يجب على السائق ان يكون مستعد ذهنيا كما هو مستعد جسديا.
هناك الكثير من الأمور التي تحدث داخل سيارة الفورملا 1 وعلى السائق ان يكون في غاية التركيز ليتمكن من المحافظة على اداء السيارة. ان السائق يمتلك كل المعلومات الرقمية في سيارته والتي تبين جميع ما يحتاجه في كابينة القيادة. لديه السائق الذي امامه والسائق الذي خلفه. وفي نفس الوقت هو يفكر في خط التسابق، نقاط التوقف، والمنعطفات على الحلبة. كما انه يفكر في الاستراتيجية. يفكر ايضا في استراتيجية منافسيه. انه يسمع فريقه في اذنه ينقل له باستمرار الأوقات، المراكز، الأستراتيجيات، السرعات، اوقاته في الأجزاء المختلفة من الحلبة بلإضافة الى التعليمات. في هذا الوقت يقوم السائق باستخدام دماغه الذي يكون متدرب مسبقا على هذا من اجل خفض دقات القلب ومساعدته على التركيز وكل هذا بسرعة 350كم/س.
من أجل تدريب الدماغ على هذا، سائق المكلارين هايكي كوفلاينين في سبيل المثال يستخدم آلة تسمى (batak reaction board). وهي عبارة عن لوحة تحتوي على أزرار تضيء في تسلسل عشوائي. الفكرة هي الضغط على الزر من اجل اطفاء الضوء في اسرع وقت ممكن عندما تراه. يقال ان طيار طائرة حربية خلال 60 دقيقة يتمكن تقريبا من اطفاء 100 ضوء والتي تعتبر نتيجة جيدة. متوسط هايكي هو 121 ضوء في الجلسة الواحدة!!!
هذا فيديو وجدته على موقع YouTube، وهو عبارة عن تحدي بين سائق الفورملا 1 السابق مارك بلانديل وكيمي رايكونين. الفيديو قديم تقريبا قبل ثلاث سنوات لكنه يعطينا لمحة عن اللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها سائق الفورملا 1.
اضغط هنا لمشاهدة الفيديو
ان سائق الفورملا 1 ليس بكائن حي عادي، في الحقيقة انه كائن خارق يدفع بجسده لأقصى الحدود من اجل ان يمارس شغفه. معظم الناس الذين لا يتابعون هذه الرياضة يفترضون بأن الفورملا 1 مجرد قيادة سيارة وان نتيجة السباق تتحدد على أساس السيارة الأسرع. لكن الفورملا 1 هي أكثر بكثير من هذا حيث انها لا تتطلب فقط قوة جسدية بل عقلية ايضا
ان قيادة سيارة فورملا 1 حديثة لا تعتمد فقط على موهبة السائق، حيث بدون لياقة بدنية عالية سيكون من المستحيل قيادة سيارة فورملا 1 لمسافة سباق كامل وذلك يعود الى القوات الهائلة التي يتعرض لها السائق في كل لفة.
ان الفرامل ذات الكفاءة العالية تبطيء السيارة بسرعة هائلة ومع الـ downforce التي تولده الـ aerodynamics فإن السائق يتعرض الى 5Gs اثناء كبح الفرامل وفي المنعطفات السريعة. هذا يؤثر على الجسم بأكمله لكن تأثيره الأكبر يكون على منطقة الصدر والعنق.
بالنسبة الى شخص عادي، هذه القوى من المستحيل تصورها وأقرب شيء قد يصل اليه الشخص العادي هو ركوب أسرع rollercoaster. لكن على rollercoaster انت تكون راكب لمجرد دقيقة أو اكثر بقليل، في الفورملا 1 يجب على السائق ان يحافظ على تركيزه ويبذل ما في جهده لفترة زمنية تصل الى ساعتين.
النتيجة تكون دقات قلب اعلى من تقريبا جميع انواع الرياضيين في العالم، مع متوسط 170 دقة في الدقيقة الواحدة أثناء السباق والتي قد تصل الى 190. بالمقارنة مع شخص عادي في نفس العمر التي لا تتعدى دقات قلبه 60 في الدقيقة الواحدة.
اذا ما هي الأجزاء التي يركز عليها السائقين والتي تجعلهم احد افضل الرياضيين في العالم؟
أولاً: الرقبة
ان تقوية عضلات الرقبة يعتبر امر في غاية الأهمية بالنسبة الى سائق الفورملا 1. عندما يصل السائق الى منعطف فإن الـ G-force على الرأس والرقبة يصل الى أكثر من 5G. هذا يعني ان كل شيء يزن خمس مرات وزنه الحقيقي. خوذة السائق و HANS ( جهاز دعم الرأس والرقبة) يزنون معا حوالي 7 كيلوجرامات. مع مضاعفة ذلك بالـ G-force فإن السائق يحاول ابقاء رأسه مرفوعا مع 35 كجم من الوزن حتى يتمكن من التركيز على رأس المنعطف. من أجل فهم هذا تخيل وجود خمس اسطوانات غاز او خمس اسطوانات اطفاء الحريق مثبتة على رأسك لمدة ساعتين!!!
من أجل تدريب السائقيين على هذا يتم استعمال جهاز وهو عبارة عن خوذة متصلة ببكرات، والذي يقوم بسحب وتحريك الرأس والرقبة في اتجاهات وزوايا مختلفة. بعد ذلك يجب على السائق المقاومة من أجل تقوية عضلات الرقبة. وفي معظم الأحيان يقوم المدربيين من أجل تعلم مسار الحلبة القادمة اعداد هذه البكرات للتحرك مع منعطفات الحلبة والذي يعد السائق للسباق القادم.
ثانياً: القلب والأوعية الدموية
ان سائق الفورملا 1 يبقى في سيارته طوال فترة السباق، ليس هناك فترة استراحة حيث ان لا يمكنه الخروج من سيارته من أجل ان يرتاح. بالنسبة لسائق الفورملا 1 فإنه تحمل بدني مستمر طوال فترة السباق، والتي قد تصل الى ساعتين.
الكائن الحي العادي لديه دقات قلب ثابتة تقدر بحوالي 70 دقة/دقيقة. سائق الفورملا 1 تقدر دقات قلبه الثابتة بـ 45-50 دقة/دقيقة، والتي ترتفع بسرعة مع اقتراب السباق.
أثناء تواجد السائق على خط الانطلاق في انتظار بدء السباق، فإن دقات قلبه تصل الى 185 دقة/دقيقة على الرغم من انه لا يقوم بتحريك أي عضلة في جسمه. أثناء السباق الادرينالاين يرفع من دقات القلب، في بعض الاحيان الى أكثر من 200 دقة/دقيقة. هذا يعطي متوسط 170 دقة/دقيقة أي ما يعادل تقريبا ثلاث دقات في كل ثانية. قم بحساب هذا وتخيل ان يمر قلبك بكل هذا لساعتين كاملتين.
أثناء الجائزة الكبرى لماليزيا والتي تعتبر السباق الأكثر حرارة في الموسم، وصلت درجة الحرارة الى 40 والرطوبة الى 80%. معظم السائقين قفزوا من سياراتهم وكانوا يبدون على وشك ان يغمى عليهم مع الحرارة والجفاف. خلال سباق عادي مع درجة حرارة معتدلة فإنه يخرج من سائق الفورملا 1 ثلاثة لترات من العرق.
الجفاف يعتبر أمر سيء بالنسبة لسائق الفورملا 1، حيث انه يسبب الارتباك وردة فعل بطيئة.ان السائقين يحصلون على السوائل على متن سياراتهم، لكن هذه الكمية لا تتعدى لتر واحد من شراب طاقة والذي يحتوي على أملاح مهمة والتي يخسرها السائق أثناء التعرق. حتى مع ذلك فإن نظام الضخ الذي ينقل الشراب الى السائق غالبا ما يتعطل ويترك السائق هكذا طوال الفترة المتبقية من السباق.
بالعودة الى القلب والأوعية الدموية، في الحقيقة ليس هناك أي نشاط رياضي عدا عن ماراثون بأكمله يبقى دقلت القلب ودرجات الحرارة بهذه الدرجة من الارتفاع ولفترة زمنية طويلة كما في الفورملا 1.
ثالثاً: عضلات البطن
ان توجيه محرك السيارة الذي تبلغ قوته 750 حصان، والذي يزن نفس وزن سيارة Mini Cooper ليس بالأمر السهل. السائق يستخدم أوزان حرة وتمارين مختلفة لتقوية عضلات البطن والظهر وبمساعدة من الرقبة واليد يتمكن السائق من قيادة السيارة حول الحلبة. الفكرة العامة للسائق هي ان يقوم ببناء وتحسين قوة المقاومة لديه.
رابعاً: الذراع
ان سائق الفورملا 1 يحتاج الى ذراع في غاية القوة واعتقد بأن السبب واضح. في الوقت الذي تعتبر فيه العضلات شيء جيد فإن زيادة العضلات في الفورملا 1 يعتبر امر سيء. هذا هو السبب لماذا لا ترى سائق فورملا 1 يدخل الى سيارة الفورملا 1 بذراع مثل مايك تايسون. العضلات يجب ان تكون في غاية القوة لكن في نفس الوقت يجب ان لا تكون كبيرة جدا لتجعل السائق يحمل وزن زائد.
ان سائق الفورملا 1 يقوم بتقوية عضلات ذراعه عن طريق الجلوس بتوازن على كرة جمنازيوم و في نفس الوقت يحمل 3 كيلوجرامات أمامه كما لو انها مقود. ومن ثم يشرف عليه مدربه الخاص ويأمره بتحريك يده الى اليسار، اليمين او العودة الى الوسط. هذا يقوي العضلة خلال فترة زمنية طويلة.
في الوقت الذي يصيبنا تشنج فإننا عادة ما نتألم ونبدأ بالتذمر، لكن سائقي الفورملا 1 معتاديين على هذا فعندما يصيبهم أي نوع من التشنج فإنهم يواصلون ما كانوا يقومون به حتى لا تحدث لهم هذه التشنجات في الأوقات الخاطئة.
خامساً: الأرجل
ماذا يجب فعله من اجل ايقاف سيارة تتجه نحو منعطف بسرعة 250كم/س؟ ان سائق الفورملا 1 يحتاج الى توليد 80 كجم من الضغط السفلي على الفرامل فقط من أجل ابطاء السيارة. هذا يعادل تقريبا وزن 175 كيس من السكر. من أجل ان يتمكن السائق من القيام بهذا، مرة أخرى نفس القواعد التي تنطبق على الذراع تنطبق على الأرجل. القوة شيء جيد، لكن الزيادة في الحجم يعتبر شيء سيء. ان السائق لا يجب ان يكون حجم رجليه كبير حيث يجب عليه فقط تقوية عضلاته من اجل الوصول الى القوة المطلوبة للفرامل طوال فترة السباق، حيث تقدر بــ 1500 مرة في سباق عادي.
من أجل اختبار هذا يجب عليك احضار 175 كيس من السكر وموازنتهم على رجليك، ومن ثم لمدة ساعتين يجب عليك رفع رجليك للأعلى ثم للأسفل لحوالي 1500 مرة.
من أجل تدريب السائق على هذا فإنه يقوم بحمل 90 كيلوجرام في آلة ضغط، ومع التعليمات يجب عليه ان يضغط للأسفل بسرعة لرفع هذا الوزن ومن ثم التوقف عندما يأمر. هذا التمرين يزيد من قوة الأرجل ويجعله قادرا على خوض السباقات.
سادساً: الدماغ
ان دماغ سائق فورملا 1 يكون في حالة عمل مستمر وفي مستوى نشاط عالي منذ بداية السباق حتى نهايته. في الحقيقة ان الدماغ يعمل بنفس الدرجة حتى قبل دخول السائق الى السيارة.
معظم السائقين يدخلون في حالة تأمل قبل السباق من أجل اعداد دماغهم للإنطلاقة المثالية ولللفة المثالية. يقوم السائق عن طريق دماغه بالإجراءات والمنعطفات واحد بعد الآخر ويرى كل رأس منعطف عندما يتخيل نفسه يقود حول الحلبة. بعض السائقين يستخدمون تقنية التنفس من أجل تسوية الدماغ ومساعدته على الدخول في حالة تمكنه من الاعداد للسباق و الاعداد حتى لحادث ضخم. يجب على السائق ان يكون مستعد ذهنيا كما هو مستعد جسديا.
هناك الكثير من الأمور التي تحدث داخل سيارة الفورملا 1 وعلى السائق ان يكون في غاية التركيز ليتمكن من المحافظة على اداء السيارة. ان السائق يمتلك كل المعلومات الرقمية في سيارته والتي تبين جميع ما يحتاجه في كابينة القيادة. لديه السائق الذي امامه والسائق الذي خلفه. وفي نفس الوقت هو يفكر في خط التسابق، نقاط التوقف، والمنعطفات على الحلبة. كما انه يفكر في الاستراتيجية. يفكر ايضا في استراتيجية منافسيه. انه يسمع فريقه في اذنه ينقل له باستمرار الأوقات، المراكز، الأستراتيجيات، السرعات، اوقاته في الأجزاء المختلفة من الحلبة بلإضافة الى التعليمات. في هذا الوقت يقوم السائق باستخدام دماغه الذي يكون متدرب مسبقا على هذا من اجل خفض دقات القلب ومساعدته على التركيز وكل هذا بسرعة 350كم/س.
من أجل تدريب الدماغ على هذا، سائق المكلارين هايكي كوفلاينين في سبيل المثال يستخدم آلة تسمى (batak reaction board). وهي عبارة عن لوحة تحتوي على أزرار تضيء في تسلسل عشوائي. الفكرة هي الضغط على الزر من اجل اطفاء الضوء في اسرع وقت ممكن عندما تراه. يقال ان طيار طائرة حربية خلال 60 دقيقة يتمكن تقريبا من اطفاء 100 ضوء والتي تعتبر نتيجة جيدة. متوسط هايكي هو 121 ضوء في الجلسة الواحدة!!!
هذا فيديو وجدته على موقع YouTube، وهو عبارة عن تحدي بين سائق الفورملا 1 السابق مارك بلانديل وكيمي رايكونين. الفيديو قديم تقريبا قبل ثلاث سنوات لكنه يعطينا لمحة عن اللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها سائق الفورملا 1.
اضغط هنا لمشاهدة الفيديو
ان سائق الفورملا 1 ليس بكائن حي عادي، في الحقيقة انه كائن خارق يدفع بجسده لأقصى الحدود من اجل ان يمارس شغفه. معظم الناس الذين لا يتابعون هذه الرياضة يفترضون بأن الفورملا 1 مجرد قيادة سيارة وان نتيجة السباق تتحدد على أساس السيارة الأسرع. لكن الفورملا 1 هي أكثر بكثير من هذا حيث انها لا تتطلب فقط قوة جسدية بل عقلية ايضا